مقالات مختارة

سياسية, اقتصادية, اجتماعية

أرض السواد، والصحاري!

قيم هذه المقالة
(1 Vote)
Print Friendly, PDF & Email

أرض السواد، والصحاري!

تذكرُ احصائياتُ وزارة الزراعة العراقية، أن هناك 32 مليون دونم من أراضي العراق صالحةٌ للزراعة، غير أن البلاد تستغل نحو نصفها فقط، وتترك الباقي للتصحر والتلف، رغم أنها كانت تستغل معظم تلك الأراضي أبان الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق بين 1990 و2003، أما كيف اندثرت تلك الأراضي، فبمتابعة تصريحات وتحليلات مختصين فالأسباب المشتركة التي يذكرونها هي التالية..
العمليات العسكرية، انخفاض مناسيب المياه، الاعتماد على المنتج المستورد الرخيص وخسارة المزارعين المحليين لمحاصيلهم، وارتفاع أجور العاملين والمستلزمات الكيمائية والمبيدات الزراعية.

بحرُ الفساد الذي يغرق فيه العراق بعد حرب 2003 حتى اليوم مد أصابعه المدمرة حتى إلى تراب البلاد، فإهمالُ مشاريع الري التي دمرها داعش عقب سيطرته على مناطق عديدةٍ في البلاد لثلاث سنوات أدى إلى فساد الأراضي الزراعية في محافظاتٍ كالموصل وصلاح الدين، ماقاد إلى انحسار الأراضي الزراعية التي كانت تمد العراق بمحاصيل المشمش والرمان والحمضيات وغيرها.
بلغ الأمرُ ببعض الفلاحين بالاكتفاء بزراعة دونمين من أصل 10 يملكوها، فالدولة تفتح الحدود على مصراعيها للمستورد على حساب المنتج المحلي، فهاجر الفلاحون للمدن بعد أن حول بعضهم أرضه لأراضٍ سكنيةٍ أو أحواض تربية أسماك، فتربية الأسماك أقل خطورةً مالية من الزراعة المتذبذب وضعها.
وبالحديث عن تحويل الأراضي الزراعية إلى سكنية، تشير أصابع الاتهام إلى الحكومات المتعاقبة بالدرجة الأولى، فهي التي تغض النظر أو تساهم في تحويل الأراضي إلى قطعٍ سكنية أو منحها لمستثمرين لإنشاء مشاريعهم عليها، فجُرفت مساحاتٌ زراعيةٌ خصبة هائلة، وتحولت إلى أراضٍ جرداء تمهيداً للبناء عليها.
كل هذه المصائب، زاد طينها بلةً شحة مياه النهرين العظيمين دجلة والفرات، بعد أن ضعف العراق إلى أشد حالات ضعفه بسبب سياسة المحاصصة التي تنتهجها الأحزاب الحاكمة، فتجاوزت كل من تركيا وإيران على حصص العراق العاجز من المياه، حتى باتت الجزر تظهر في وسط النهرين في بغداد التي تبتعدُ عن مصب النهرين نحو 400 كيلومتر، فكيف سيصلُ النهرُ إلى مصبه وهو بهذا الضعف؟ بل وبماذا ستسقى الأراضي الزراعية على طول امتداديهما؟
القوات الأمنية متهمةٌ أيضاً بإفساد الزراعة – حسب ما يقول مزارعون- فهي تمنعهم من نقل وامتلاك الأسمدة الكيمياوية بحجة استخدامها من قبل مسلحين لتصنيع شحناتٍ ناسفة.
لقد دُمر الواقع الزراعي تماماً بعد إسقاط الرئيس صدام حسين، بعد أن كانت ارض العراق تُشبعُ شعب البلاد المختنق بالعقوبات الاقتصادية الدولية، وحين رُفعت تلك العقوبات اليوم، جاع العراقيون، لولا الغذاء المستورد.

 

#رسلي_المالكي

___________________________________________

القراءات 552 مرة

1 تعليق

اترك تعليقا

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.

Image

للتحدث معنـا

عـدد الـزيارات

مجموع الزيارات للمــوقع 66728

حاليا يوجد one guest ضيوف على الموقع

Kubik-Rubik Joomla! Extensions