مقالات مختارة

سياسية, اقتصادية, اجتماعية

ثروتك، لا تقرب منها!

قيم هذه المقالة
(1 Vote)
Print Friendly, PDF & Email

قرأت مقالاً قبل أيام في موقع "الاندبندنت عربي"، وقد مضى على نشره في الموقع بضعة أيام، المقال يتحدث عن أرقام فلكية يمتلكها العراق من ثروة الغاز و الغاز المصاحب، ربما بحجم ما يمتلكه من النفط من ناحية هول الأرقام، فوفق المقال، يحتل العراق المرتبة العاشرة عالمياً بحجم احتياطياته من الغاز، وهو ما حجمه 137 تريليون قدم مكعب..
لكن، إن كان قد أذهلك هذا الرقم فهناك ما سيذهلك أكثر، وهو إن هذا الرقم الهائل من الغاز هو ما تم استكشافه فقط، وما تم استكشافه هو 20% فقط من أراضي العراق، أي أن هناك 80% من أراضي العراق لم تستكشف بعد! وتخيل إلى أية مرتبةٍ عالمية يمكن أن يقفز العراق إن استكشف كامل أراضيه، وأية أرقام سيكتب حول احتياطياته، فهناك بعض التوقعات تشير إلى امتلاكه نحو 355 تريليون قدم مكعب إضافي.
في الوقت نفسه، يستورد العراق 40 مليون متر مكعب من الغاز يومياً، و السبب: عدم امتلاكه للبنى التحتية التي تساعده على الاستفادة من غازه، ويأتي الغاز الإيراني بالدرجة الأساس، فهو المحرك الرئيس لتوربينات محطات الكهرباء العراقية، والذي -ربما بالصدفة- تقطعه الجارة العزيزة مع بداية كل صيف مطالبةً بمليارات الدولارات كديون بذمة العراق عليه دفعها، هذا لأن من يمسك مغلاق الغاز في هذا العالم سيتحكم بمن يستهلكه، حتى و إن كان العاشر عالمياً باحتياطيه، لكن لا مغلاق بيده.

الغاز اللا مرئي هذا، يجعل روسيا تخنق أوربا به وتهددها ليلاً نهاراً بقطعه، وهو نفسه الذي يجعل دولة صغيرة كقطر تتحول إلى لاعب دولي و إقليمي، ويستنفد مليارات دولة بحجم تركيا سنوياً من أجل الحصول عليه، ويربط بين ندين قديمين كمصر و الكيان الصهيوني من أجل تبادله.

رغم كل هذه العثرات والظلام الذي لا ينيره غازٌ ولا نفط مستخرجٌ من أرض الوطن، يتجلى بصيصُ أملٍ عن مستقبل استغلال الغاز في العراق، فالبلاد تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي منه وطنياً عن طريق مشاريع الناصرية وحقل الحلفاية وحقل ارطاوي البصرة وأرطاوي الجنوب، تلك المشاريع إن أنجزت في غضون ثلاث إلى أربع سنوات، فإنه سيحقق إنتاج 1200 مليون قدم مكعب يومياً، أي نحو 80% من احتياج العراق، لكنك إن سعدت بهذه الأخبار، فعليك تذكر تصريح وزير الكهرباء عادل كريم الذي أشار فيه إلى حاجة العراق لما بين 5 إلى 10 سنوات لاستغناء عن الغاز الإيراني!! إذ يبدو أن الوزير لديه ما يخالف ما قرأتَه قبل قليل عن أربع سنوات لتحقيق بعض الاكتفاء الذاتي.
بالخلاصة، العراق الواقع تحت رحمة إيران وزعانفها الحاكمة لن يتمكن من الاستغناء عن الغاز الإيراني، وهذا يعني أنه لن يتمكن من استغلال غازه الهائل هذا لصالحه، وستتعرقل مشاريعه وتتعثر لألف سببٍ وسبب، لتبقى ملياراته تصب في جيب الولي الفقيه بشكلٍ دائم، سيما وأن تومان الأخير قد بلغ مبلغاً من الانهيار لم يبلغه من قبل أبداً في التاريخ.

 

#رسلي_المالكي

___________________________________________

القراءات 632 مرة

1 تعليق

اترك تعليقا

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.

Image

للتحدث معنـا

عـدد الـزيارات

مجموع الزيارات للمــوقع 66739

حاليا يوجد 5 guests ضيوف على الموقع

Kubik-Rubik Joomla! Extensions