مقالات مختارة

سياسية, اقتصادية, اجتماعية

الجيش العراقي يحتل المرتبة 57 عالمياً

قيم هذه المقالة
(4 تقييمات)
Print Friendly, PDF & Email

 يعني هناك 56 دولة قادرة على تهديد العراق عسكرياً حالياً، بغض النظر عن الطبيعة السياسية العالمية.

هنا يجب أن نتوقف..
إن الإنفاق على تسليح وتدريب الجيش خلال السنوات ال18 الماضية لم يشهده الجيش العراقي من قبل في ظروف سلم مماثلة، فمثلاً، ميزانية الدفاع وحدها لسنة 2021 بلغت 5 مليارات دولار (في وقت سلم)، هذا عدا ميزانيتي الداخلية والحشد، إذ يبلغ مجمل الإنفاق على الثلاثة معاً لنفس العام 16.6% من مجمل نفقات البلاد!!

أما مجموع ما أنفق على التسليح والتدريب خلال السنوات من 2004 حتى الآن فيفوق ال100 مليار دولار حسب مصادر عسكرية، هذا عدا هبات ومِنَح دول التحالف والناتو والأسلحة المقدمة منها مجاناً، كل ذلك، دون أن يكون هناك جيش فعال حقيقي.

التضخم بأعداد أفراد الجيش والداخلية والأمن الوطني وصل بمجموع العسكريين إلى مايفوق المليون عنصر ثلثهم من قوات الجيش، أي أن هناك عنصر أمني واحد لكل 40 فرد عراقي، دون أن يكون هناك أمن رصين، في الوقت الذي يبلغ فيه جيش دولة مثل الصين تعدادها أكثر من مليار وربع المليار نسمة نحو 2 مليون و300 ألف مقاتل فعال فقط!!

هذه الميزانيات كلها، والرواتب العالية، والإنفاق على التسليح، وتجد أن الجيش العراقي لازال يستخدم ضمن أسلحته دبابات تي 72، ومدرعات بي أم بي، وطائرات سو 25، ومروحيات مي 17، وكلها أسلحة ستينية عفا عليها الزمن.

الكارثة الأكبر، هو ضعف الدفاع الجوي القاتل، فأجواء العراق الشاسعة مستباحة كلياً من الجوار لولا التحالف الدولي، بسبب ضعف قوات الدفاع الجوي وتواضع أسلحتها، وكذلك في مجال القوات البحرية، فهي عبارة عن بضعة سفن وطرادات صغيرة، لا تليق بدولة تخطط لبناء ميناء هو الأكبر في الشرق الأوسط، ولها إطلالة على الخليج العربي المتوتر دائماً، والذي تمر منه شحناتها النفطية للعالم.

هل يعلم العراقي بأن جيشه لا يمتلك أي نوع من أنواع صواريخ أرض أرض؟ ولا صواريخ جو جو؟ ولا أرض بحر؟ ولا بحر أرض؟ ولا جو بحر؟ ولا أرض جو؟ ولا بحر جو؟

هل يعلم بأن لجيش العراق فرقة واحدة فقط مدرعة هي الفرقة التاسعة؟ وبقية الفرق هي مشاة ومشاة آلي؟

هل يعلم بأن جيشه لم يضبط حتى قيافته؟ فبيرية القوات الخاصة يلبسها كل الجيش، وشعارات الجيوش الأجنبية والشركات الأمنية الغربية مكدسة على بدلات الجنود، وإن بعض ضباط الجيش يتحولون للسناب والأنستا مستعرضين قيافاتهم و(كشختهم)؟

هل يعلم العراقي بأن وجبة طعام الجندي العراقي تسرق يومياً؟ وإن تجهيزاته لاتحميه؟ وإن أسلحته فاسدة وقديمة ونظام الإدارة والقيادة عفا عليه الزمن وأكل وشرب ونام؟

هل يعلم العراقي بأن جيشه يتدخل بشؤونه السيد والحجي؟ وإن (قيادي) في ميليشيا يمكنه منع الجيش من تأدية واجباته؟

هل يعلم بأن آلاف الفضائيين في الجيش أعلن عنهم رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي في عهده، مايعني إن هناك آلاف أخرى فيه؟!

هل يعلم بأن وزارة التخطيط أعلنت قبل شهر عن وجود 7.5% من الأميين في أجهزة الدولة، بعضهم في المؤسسة العسكرية؟!

هل تعلم يا عراقي بأن الجيوش بدأت تنكمش عددياً لتتطور تكنولوجياً؟ فأصبح جيش من 300 ألف مقاتل كافياً جداً على بلد بحجم العراق، سوى إن المقاتل يجب أن يكون متعلماً فاهماً مدرباً على استخدام التكنولوجيا بمهارة، والتعامل مع الأجهزة والمعدات الحديثة المزود بها بسرعة وكفاءة!

كيف يمكن أن يحمي البلاد جيش لديه طائرات أف16 إذا (زعلت) شركة (لوكهيد مارتن) تتحول إلى (حدايد) على الأرض؟! بل ويشتري بعض أنواع السلاح دون تدريب طواقمه على صيانته وإدامته وتصنيع قطع غياره؟!

جيش لا يمتلك امكانية تصنيع حتى الذخيرة والعتاد، فلا يمكنه صنع قذيفة مدفع أو دبابة أو حتى رصاصة مسدس، ماذا تتوقع أن يكون؟!

إن العراق محاط بأربع قوى إقليمية، هي:
إيران: كثافة عددية، قوة صاروخية، تصنيع محلي ردئ لكنه فعال إقليمياً.

درع الخليج - مجلس التعاون الخليجي: سلاح بمليارات الدولارات، صفقات سنوية على كل جديد وحديث من السلاح وصلت للتفاوض على شراء أف 35 ومنظومات (ثاد)، سنوات طويلة من تكديس الأسلحة + تعاون غربي.

تركيا: جيشها هو الأول في المنطقة، 11 عالمياً لسنة 2021.

الكيان الصهيوني: تقنيات خرافية وتطوير مستمر ومصانع سلاح فريدة من نوعها وبحث علمي لا يتوقف + قوة نووية.

إين جيشنا من هذا؟!
مطوقون من كل جانب والفساد يأكل حتى (صمونة) الجندي، من أجل أن يبقى محور (المقاومة) هو المتسيد في البلاد!!

أي سور للوطن؟
ومن أي محن يحمينا؟!
في أسوأ كوارث العراق خلال قرن، لم يصل الجيش العراقي لهذه المرحلة الهزيلة سوى في ١٩٩١ بعد حرب الخليج مباشرة.

هذا جيش العراق اليوم بلا رتوش، ولا عواطف، ولا (عنتريات)، ولكم في اجتياح دا$ش عبرة، فاعتبروا يا أولي (التيجان).

أخيراً.. ما ننطيها.

#رسلي_المالكي

___________________________________________

القراءات 978 مرة

اترك تعليقا

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.

Image

للتحدث معنـا

عـدد الـزيارات

مجموع الزيارات للمــوقع 67295

حاليا يوجد one guest ضيوف على الموقع

Kubik-Rubik Joomla! Extensions