مقالات مختارة

سياسية, اقتصادية, اجتماعية

عزيزي عبود...

قيم هذه المقالة
(1 Vote)
Print Friendly, PDF & Email

الى اخر عراقي سيخرج من العراق :

عزيزي عبود:
ستصحو يوما دائخا لا تعرف ان كان الوقت مغربا ام فجرا، سيكون فجرا في الواقع ، ستمر على اشجار بيتك وتخرج الى الشارع، عندما تجمع افكارك، ستتذكر ان اخر شئ مر عليك كان انفجار اخر سيارة مفخخة في العراق، فجرها صاحبها وقضى معها، ومن شدة دوي الانفجار فقدت الوعي، و الان رأف الله بحالك و اصحاك في هذا الفجر الجميل ..

عبود العزيز، لن يكون هناك المزيد من المفخخات، فبغياب العراقيين ستغيب العبوات و السيارات و الرصاص، نعم هم من يقوموا بتفجير بلادهم، وحتى الارهابيين الاجانب لا يتمكنون من ذلك الا بمساعدتهم، فكن مطمئنا.

ستجد ان الانهار استعادت عافيتها، وان النخيل اصبح اجمل، والشوارع انظف، و الكهرباء مستقرة، فلم يبق هناك وزير يعاني من متلازمة تنزيل الجنج اوفر، ولا ابو مولدة يشتهي اطفائها اكثر مما يشتهي كيت ونسلت وهي عارية امام ليوناردو دي كابريو، ستكون الشوارع فارغة، لن يبق هناك ابو كية يصيح من الصباحيات : بياع طالع بيااع .. او : لكاظو لكاظو لكاظووووو ، ولا ابو سايبه يترصدك من مسافة كيلو متر و يبق واقفا ينتظر منك اشارة، فتشعر ان مراقبته لك طيلة الطريق منتظرا اياك كشعورك عندما يكون بنطالك ممزقا من منطقة حساسة و تريد ان تصل لبيتك باي طريقة والعيون تترصدك .

عزيزي عبود:

اذاشئت اللحاق بابناء شعبك الغيارى فعليك ان تقوم اولا باغلاق كل المعسكرات ومقرات الجيش كي تشعر الارض بالسلام قليلا، فلن تخرج من هنا جحافل الشباب مجددا للذهاب الى محارق الجباه وواجبات الموت، ثم اذهب الى مقبرة وادي السلام وخذ معك سلسلة من حديد وقفل واغلق بابها به، لن تمر المزيد من الجنائز الى هناك بعد، ستستريح الارض من (شريط) كل يوم : يبووووو .. حميد وين رايح وعايفني يمه ... ولك توهه بنيتك جت للدنيه يما .. الخ

قبل ان تخرج، خذ مشعلا ورثته من (شخاط ابو 3 نجمات) وتوجه الى اكبر ابار النفط واشعل بها النار ، دعها تحترق الى الابد، لقد حان وقت الانتقام من ذلك الشر ، لا تمنحه لاحد ، لا نحن ولا غيرنا، لا تدع بئرا الا اشعلته، ولا تسال لماذا، فانك لن تستطيع معي صبرا .

قبل ان تخرج ايضا، ادخل الى كل دوائر الدولة، وابصق في كل غرفة منها، فهنا كان شعبك يهان ويذل ويتعذب كل يوم، وبعد ان تنتهي ، ادخل الى القصر الجمهوري و اقض حاجتك على الكرسي الرئاسي، فبسببه بقيت وحدك اليوم لان شعبك امسى خارج حدود الوطن ، وبسببه قضى الملايين نحبهم ، اياك ان تجلس عليه وتتخيل نفسك رئيسا، كي لا يقال لنا : اذهب الى عبود انه طغى !

قبل ان تخرج يا عبود، خذ العلم العراقي ، اعرف انك ستضعه على وجهك وتبكي، جميعنا كذلك، لكن بعد ان تفرغ من البكاء، ارفعه وسط بغداد بشكل مقلوب، دع الاسود للاعلى ، والاحمر للاسفل، فهذه ارض منكوبة، ضيمها عال، ودم ابنائها سال نحو الارض ، لا ضير في ان تكون عبارة الله اكبر بالمقلوب، فاينما يول العلم العراقي وجهه فثم وجه الله، او ربما يكون قد هاجر هو الاخر ايضا .

قبل ان تخرج، تاكد من اشعال كل مصباح في العراق، فالارض تخشى الظلمة التي عانتها طويلا بسبب نقص الكهرباء، دع الاشجار تتباهى بانعكاس انوار الشوارع عليها يا عبود .

اخيرا، هناك مفتاح تركناه لك في المنطقة الخضراء تحت سجادة مدخل القصر الجمهوري، خذه و اذهب الى زاخو، واقفل باب ابراهيم الخليل، ثم اعبر من على السياج عائدا، وادفن المفتاح تحت الجسر العباسي هناك، وهم بالخروج من الارض الملعونة .

لا تخف، لن يدخلها احد، العالم يعرف لعنتها يا عبود ..

#رسلي_المالكي

___________________________________________

القراءات 592 مرة

3 تعليقات

اترك تعليقا

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة ، المشار إليها بعلامة النجمة (*). كود HTML غير مسموح به.

Image

للتحدث معنـا

عـدد الـزيارات

مجموع الزيارات للمــوقع 66741

حاليا يوجد 2 guests ضيوف على الموقع

Kubik-Rubik Joomla! Extensions